كورة العرب : الدوري الجزائري.. خطة “احتراف جديد” لإنهاء الفوضى وتبديد المال العام

يتجه الاتحاد الجزائري لكرة القدم وبالتشاور مع السلطات الرسمية إلى إطلاق مشروع احتراف جديد في الدوري الجزائري للمحترفين يتضمن تعديلات جوهرية وخططًا تسييرية، ولوائح قانونية صارمة تقضي على احتراف الفوضى وتبديد المال العام، الذي ميّز الدوري والأندية الجزائرية خلال السنوات القليلة الماضية.

وكانت سنوات الاحتراف الماضية قد تلخصت في الألقاب التي أُطلقت على مشروع الاحتراف ودوري المحترفين، حيث وصفهما العديد من الجماهير والمتابعين بمشروع “الانحراف” ودوري “المنحرفين”، بسبب حالات الانفلات الإداري والإسراف في المال العام دون رقابة أو محاسبة.

وبرزت أندية الدوري الجزائري خلال السنوات الماضية وحتى خلال الموسم الجاري 2024-25، بطريقة تسييرها العشوائية والإصرار على عقد الصفقات الفلكية وصرف أموال طائلة بطريقة لامست الجنون في كثير من المرات، بدليل الرواتب الفلكية التي يتحصل عليها اللاعبون دون ترجمة تلك الأرقام المدججة بالعديد من الأصفار على اليمين بالأداء على أرض الملعب.

الأغلى في الدوري الجزائري | ديلور يخلف بلايلي وسليماني يتأخر

اقرأ المزيد

سعت السلطات الحكومية في وقت سابق إلى محاولة إصلاح مشروع الاحتراف في الجزائر وإخضاع الأندية للرقابة، من خلال تحويل ملكية بعض الأندية لشركات حكومية، لكن هذا الإجراء لم يقضِ على ظاهرة الصفقات المجنونة والأموال الخيالية التي تصرف على اللاعبين، وسط الكثير من الشكوك حول وجهة تلك الأموال وطريقة “تقاسمها”.  

وليد صادي عرّابًا لمشروع الاحتراف الجديد في الدوري الجزائري للمحترفين

كشفت صحيفة “الخبر” الجزائرية في تقرير لها بأن وزير الرياضة، وليد صادي، وهو في نفس الوقت رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عقد اجتماعا قبل أيام مع مسؤولين لشركات حكومية تتكفل بتمويل أندية الدوري الجزائري للمحترفين ومسؤولين من اتحاد الكرة من أجل دراسة مشروع احتراف جديد يخضع للرقابة وشروط جديدة.

وترتكز فكرة المشروع الجديد حسب نفس المصدر، على أولوية ترشيد النفقات وتقييد الصفقات الجنونية في الدوري الجزائري، التي خرجت عن السيطرة خلال الموسم الجديد، بعد أن باتت الأندية التي تموّلها الشركات الحكومية تتهافت على عقد صفقات استعراضية وفلكية أكثر من أي شيء آخر.

ويرى الكثير من المتابعين بأن أغلب الصفقات التي تعقدها الأندية الجزائرية هي استجابة لنزوات الجماهير وتحقيق لمطالبهم، وفي أحيان أخرى بغرض الرد على صفقات تعقدها أندية منافسة دون مراعاة للجانب الرياضي أو الاقتصادي، إلى درجة أن هذه الصفقات باتت ظاهرة اجتماعية في الجزائر تقلق الجماهير العاشقة للكرة وحتى أولئك البعيدين عنها.

وأكد ذات المصدر أن “الفاف” سيفرض شروطًا جديدة وقاسية على الأندية المحترفة، تتضمن ترشيد النفقات ووقف تبذير المال في الرواتب الجنونية، مع تحويل الاهتمام بالفئات الشبانية إجباريا من خلال إطلاق الأكاديميات وفئات سنية لا تحظى بالاهتمام حاليًا.

موقف غريب.. مولودية الجزائر يفقد جماهيره إلى غاية عام 2025

اقرأ المزيد

وستكون الأندية الجزائرية مجبرة على إطلاق فئات سنية تحت 11 و13 و15 عاما، مع إنشاء أكاديميات كروية وفق معايير ولوائح تحددها المديرية الفنية الوطنية، التي ستكون معنية أيضا باختيار المدربين الذين يعملون في هذه الأكاديميات من خلال شروط واضحة تتعلق بالشهادات التدريبية التي يجب أن يحصلوا عليها.

واشترط الوزير، حسب المصدر ذاته، على الأندية تقديم خطة عمل قبل تاريخ 31 يناير/ كانون الثاني المقبل وفق الشروط واللوائح الجديدة التي ستشكل لبنة مشروع الاحتراف الجديد، من أجل بعث الدوري الجزائري والأندية على أسس صحيحة ووفق المفهوم الحقيقي لكرة القدم المحترفة، التي ترتكز على التكوين والتسيير الرشيد والربح الاقتصادي، وهي المعادلة الغائبة حاليا لدى الأندية الجزائرية الخاسرة ماديا وفنيا على طول الخط.

ويرتقب أن تجري السلطات القضائية في الجزائر خلال الأسابيع المقبلة عملية محاسبة وتدقيق في تسيير بعض الأندية، خاصة تلك التي تمولها شركات حكومية بسبب الأموال الخيالية التي صرفتها في الفترة الماضية.