كورة العرب : تحليل | لقطة كارثية في الهدف الأول تفسر لماذا خسر برشلونة

سقط برشلونة بشكل مفاجئ على ملعبه ووسط جماهيره بهدفين لهدف أمام ضيفه لاس بالماس لتترنح صدارة النادي الكتالوني بعدما فقد 3 نقاط مهمة منحت ريال مدريد الفرصة لتصدر الليغا في حال فاز غدًا على خيتافي وفي مباراته المؤجلة أمام فالنسيا.

برشلونة ظهر بشكل باهت للغاية في جُل فترات اللقاء بعدما افتقد إلى الزخم المطلوب في الشوط الأول مع تشكيلة أراد بها المدرب هانز فليك إراحة بعض اللاعبين من جولة دوري الأبطال الماضية لكنه فوجئ بمقاومة شرسة من لاس بالماس الذي تميز هجوميًا وهدد مرمى البارسا بشكل أكبر في الشوط الأول قبل أن يحظى بمكافأته بهدفين في الشوط الثاني.

لقطة الهدف الأول تفسّر كل شيء

كان واضحًا أن هناك نقصًا في التركيز لدى لاعبي برشلونة في الكثير من الكرات، لكن أن يصل الأمر في انعدام التركيز إلى أن يكون مطلوبًا من مهاجم الفريق روبيرت ليفاندوفسكي أن يصير المُطالب بمراقبة ومطاردة مايسترو لاس بالماس كيريان رودريغيز، فهذا ما يمكن أن تفهم منه كيف كان حال الفريق اليوم.

الهجمة بدأت من ركلة مرمى كان يتمركز فيها المهاجم البولندي أمام منطقة الجزاء في مراقبة رودريغيز بينما تم تكليف عناصر الهجوم الأخرى الأسرع من ليفا بالضغط على عناصر دفاع لاس بالماس ليقوم رافينيا بانقضاضة قوية مع احتفاظ يامال وفيرمين لوبيز بالمشاركة في هذه العملية.

لكن لاس بالماس تمكن من تهريب الكرة إلى ما بعد خط الضغط هذا لتصل إلى خوسيه كامبانيا الذي تأخر بيدري في الضغط عليه ليمنحها كامبانيا إلى زميله رودريغيز الذي كان قد تخلص بسهولة من مراقبة ليفاندوفسكي كون الأخير غير بارع في مثل هذه العمليات الدفاعية لينفرد خط وسط لاس بالماس وهجومه بخط برشلونة الخلفي والباقي تعرفونه.

المشكلة الإضافية في هذا الأمر هو أن برشلونة ضغط بظهيريه في آنٍ واحد، وفي الوقت الذي يمكن فيه فعل ذلك، وُضع غافي على الجانب الأيمن بينما كان ليفا على الجانب الأيسر رغم أن ساندرو راميريز هو أميز لاعبي لاس بالماس في الكرات المرتدة وقد فعلها من قبل أمام ريال مدريد في مباراة بالموسم الماضي عندما كان صداعًا كبيرًا على الجبهة اليسرى للميرينغي.

برشلونة.. دفاع متهالك كالعادة والهجوم كشف الأمر أكثر

لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد. حسنًا، هناك جديد يذكر لنكون دقيقين، فقد نجح لاس بالماس في اختراق دفاعات برشلونة من هجمات منظمة عادية لا يلجأ فيها إلى ضرب مصيدة التسلل التي ظلت موجودة بمشاكلها كالعادة لكن اليوم كان الضيوف قادرين على تهديد مرمى البارسا، خاصةً من جانب ساندرو في ظل المستوى المتواضع الذي يقدمه ظهيرا البارسا على الجانب الأيسر؛ سواء بالدي أو جيرارد مارتين، وربما يكون هيكتور فورت أفضل حالًا من هذين الاثنين.

في الجانب الآخر من الملعب كان هجوم البارسا عاجز عن إخفاء تلك العيوب، فقد كان البارسا بلا حول فيما يخص إيجاد زخمه المعتاد في ظل وجود الكثير من الاحتياطيين في التشكيلة الأساسية.

مفهوم عدم إشراك يامال منذ البداية لعدم جاهزيته البدنية؛ لكن داني أولمو نال راحة كافية ليكون قادرًا على أن يشترك بعد مباراة في دوري الأبطال، خاصة أن رافينيا وليفاندوفسكي يستحقان الراحة نوعًا ما لكن لا يمكن الاستغناء عنهما.

الأمر تسبب في إشراك بابلو تورّي وفيرمين لوبيز معًا في آنٍ واحد ما قلل كثيرًا من حلول الفريق لتشابه دور الاثنين في الوقت الذي لا يقدم فيه بالدي أو مارتين إضافة كبيرة على اليسار رغم وجود مساحات لهما في تلك الجبهة.

لكن تلك لم تكن المشكلة الوحيدة، فقد كان وجود غافي في التشكيلة الأساسية عاملًا معاكسًا على الفريق، فلا غافي مميز هجوميًا كما هو الحال مع بيدري أو كاسادو ولا هو استعاد مستواه الدفاعي المميز ليصير وسط لاس بالماس قادرًا على أن يغزو برشلونة، خاصةً مع المستوى الجيد الذي قدمه كيريان رودريغيز.

رغم ذلك، فإن البارسا كان قادرًا على التسجيل في أكثر من فرصة صنعها؛ لكن تصديات ياسبر سيليسن كانت تُكمل مأساة “الإكس بارسا” بعد ما فعله ساندرو.. الرعونة كانت واضحة من لاعبي برشلونة فيما عدا رافينيا الذي أطلق تسديدة هائلة سجل منها بشكل يُشعرك أن التسديد أمر سهل تمامًا أو ما يمكن وصفه بالسهل الممتنع، وكذلك كان الجناح البرازيلي يقدم عملًا مميزًا في فرصة كبيرة في الشوط الأول اصطدمت بالعارضة ربما كان عليه فقط أن يكون أكثر هدوءًا في أثناء تسديدها.

لاس بالماس يفسد احتفالات برشلونة بذكرى تأسيسه

اقرأ المزيد

برشلونة طالب باحتساب أكثر من ركلة جزاء خاصة اثنتين قام الإخراج التليفزيوني بإعادتهما في أكثر من مرة وهما اللقطتان اللتان كانتا لصالح كوبارسي وباو فيكتور.

وبعد مشاهدة اللقطة في أكثر من مرة فإن لقطة كوبارسي تبدو احتكاكًا في أثناء الركض بين اللاعبين، بينما تبدو لقطة فيكتور أكثر من واضحة عندما شده مدافع لاس بالماس بشكل فج ومستمر ليمنعه من التقاط العرضية ليستحق معها ركلة جزاء تجاهلها الفار بغرابة.

البارسا الآن صار مهددًا بخسارة الصدارة، وبات عليه الانتباه أكثر لهذا النوع من المباريات خاصةً أنه سيكون مضطرًا الآن إلى زيارتين صعبتين إلى مايوركا وإلى إشبيلية لمواجهة بيتيس ما يجعل احتمال فقدان المزيد من النقاط واردًا.